بمرض عضال وليس هناك مجالا ولا مفر من اجباريه زيارته لما يجمعهما من صداقه
ركب سيارته متجها الي القريه التي يقطنها ابن خاله فهي بلدة والدته ومسقط رأس عائلته
بدأ الليل يداهمه ف الطريق ولم يكد يصل الي مدخل القريه حتي بدأت قطرات المطر ف ازدياد
وكان صوت المطر يدوي علي زجاج سيارته محدثا صوتا عنيفا ..
قاذا بها تغني شتي يا دنيا فابتسم ف سره وقال حتي واحنا ف عز البرد حاسه بينا وبتغنلنا
انتي عسل يا فيرو يا شيخه ايه ده سحر ولا صوت جاي من زمن رايق لافيه كره ولا غل ولا خيانه..
وفجاتن تتعطل سيارته ويكتشف انه نسي ان يضع وقودا كافيا ....
نزل من سيارته وقد اشتدت قطرات المطر وصارت اقرب للثلج وهو يبحث عن اي بيت ربما يجد
سياره بها بعض البنزين ... فكر ان يتصل باحد اقاربه ولكنه لم يرد ان يثقل علي احد فان الجو غيرمهيئ..
اخذ يمشي وهو ف طريقه الذي لا يعرفه لمح بنتنا تختبأ تحت بيت مهجور قديم فاخذ يقترب منها شيئا فشيئا
وكلما اقترب اكتر وجدها تبدو مبتله الملابس وتبدو ملامحها مرعوبه من الفكر ومن الوساوس فقد دخل الليل .
اقترب منها قائلا مساء الخير اي خدمه البيت اللي انتي واقفه تحتيه ده مهجور من زمان وخطر ..
فلمح ف عينها الخوف منه فقالها متخفيش انا اسمي حازم صبري مهندس مدني تحبي تشوفي بطاقتي ؟
مالك مرعوبه تعالي بس بعيد من تحت البيت لنبص نلاقيه وقع علينا قبل ما نكمل كلامنا..
تعالي ندورلنا علي اي بيت قريب نداري فيه من المطره دي....
الي تلك اللحظه لم يكن قد ركز ف ملامحا مشيا سويا ولمحوا باب بيت مفتوح فقالها
تعالي نستأذن صحاب البيت ده ونتداري من المطره دي هدومنا كمان اتبهدلت ..
الا صحيح انتي اسمك ايه قالتله انا اسمي بسنت ابو الخير و بروحه المرحه
قالها اكيد ابو الخير ربنا ميجبش شر ف الليله المفترجه دي ويعديها علي خير يا وش الخير...
دخلوا المنزل المضاء فاذا بسيده عجوز ورجلا مسنا استقبلهم اتفضلوا يا ولاد خير
ايه اللي ممشيكم ف البرد والليل والمطر ده يا ابني انت وهي انتم م البلد دي
رد حازم قاله لا يا حج دي مراتي وجايين نزور الحج محفوظ يبقي خالي....
قدم لهم الرجل كوبين من الشاي وتركهم بعد انا قدم لهم الشاي
الدار داركم انا قاعد جمبكم ولو المطره ما بطلتش باتوا معانا البيت كبير وواسع
وولادي مش هنا شغالين ف الخليج والبنت متجوزه وف بيت جوزها اسيبكم براحكتم..
ولاول مره ينظر حازم لبسنت فاذا بها بملامح لو قعد ميت سنه يرسم فتاه احلامه
ودور عليها مش هتيجي بالتركيز والوصف ده ......
ايه اللي ممشيكي ف الجو ده يا بسنت وكمان الوقت متاخر قالتله هقولك .اصبحت اقل انفاعلا
وبدات تتكلم بلا خوف .انا ياسيدي مدرسه رياضه ف مدرسه القريه الاعداديه بنات وكنت فتره مسائي
وبعد المدرسه كان عندي مجموعه لبنات ايتام وزي منت عارف زكاه العلم اخراجه فبشرحلهم اللي مش فاهمينه
كل اسبوع مرتين خلصت ونزلت من عندهم قبل المغرب كده وكانت ابتدت تمطر وانا ساكنه ف المركز
ركبت نص نقل وصلتني لهنا ومرضيش يكمل لانه هيجرجش واضطريت امشي لاني ملقتش حاجه اركبها
وحصل اللي انت شوفته.....
كانت وهي بتتكلم علي اد ما كان مركز يسمعها علي اد ما كانت ملامحها وخداه. كل تفصيله من وشها
مرسومه ف خياله من زمان عن حبيبته وشريكته ف حياته وعمره وبيته..
ابتدا المطر يقل شويه بشويه ... طب يا حج رغم اننا تقلنا عليكم بس مفيش اي مكان الاقي فيه بنزين
قاله يا ابني ثواني فكري جاري عنده تاكس اكيد عنده جركن ده واد ناصح وبيعمل حساب لاي طاريء..
دور عربيته وقالها هوصلك وارجع انا الدنيا ليل ولا خايفه مني .... ضحكت وقالتله هااااااا انزل؟؟ بتخوفني ولا ايه
وصلها لحد باب بيتها . كان والدها واقف مرعوب ف البلكونه اول ما شافها نزل جري كنتي فين
قالتلو بشمهندس حازم.. وليه تليفونك مقفول قالتله هفهمك فوق ..قالها بس لما تتطلعي ولينا صرفه
اتفضل يا ابني اتفضل رد حازم ربنا يخليك ياحج معلش لازم امشي ....
طول الطريق لبيت ابن خاله بيسمع فيروز ومش مصدق انه قابل بنت بيحلم يشوفها
زي ما قلبه راسم صوره حبيته واكن الرسم اللي جواه خرج بره قلبه وبقي حقيقه
عينه شايفاه ولقي نفسه بيقول لنفسه مكنتش تعطل العربيه من زمان يا محاسن الصدف..
وصل لبيت خاله واتطمن علي قريبه المريض وحينما توجه الي حجره النوم اذا به يقاوم
النوم عامدا فهو يريد استعاده ما حدث ويتخيل انها حبيته نعم انها تلك الفتاه التي طالما راها .
وغلبه النوم واذا به ينم وكانه لم ينم ولم يشعر بهذه الراحه منذ سنوات...
استقيظ علي صوت هاتفه فوجدها هي المتصله
صباح الخير يا بشمهندس مش عارفه اشكرك ازاي بجد مش لاقيه طريقه اشكرك بيها
قالها اصبري بس صباح الخير تشكريني علي ايه انا اللي بشكرك و وبشكر عربيتي
اللي عطلت وبشكر الظروف وبشكر ابن خالي اللي تعب مكنش تعب من زمان ..
اخذا يتحدثان هاتفيا وف كل مره يشعر ان شيئا ما يجمعهم سويا وتزداد مشاعرهم
قربا من بعض ..
كثرت زيارته لبيت خاله وابن خاله الذي لم يتحمل المرض وقتا طويلا وتوفاه الله فكان
كلما سنحت الفرصه يذهب لزياه خاله لالاطمئنان عليه ولرؤيته حبيته سته اشهر ظل يفعل هذا..
وفي يوما اتصل بها ولا احد يرد عليه مره اثنان ثلاث لا احد يرد..
اعتقد انها ربما مشغوله ربما نائمه ربما لا تسمع صوت هاتفها... الي ان جائه ف المساء
رنه علي هاتفه من رقم غريب انها بنت عم حبيبته قالت وهي تبكي بسنت كانت بتحبك قوي حازم
مالها فيه ايه ردي وبطلي عياط قالتله بسنت تعيش انت ايه ازاي امتي ردي عليا
قالتله كانت خارجه من باب البيت وجرار زراعي ماشي عكس وراح خابطها
علبال ما رحنا المستشفي وقبل ما تدخل غرفه العمليات قالتلي ابلغك انها بتحبك
حب محبتوش لحد وماتت ف غرفه العمليات اثناء العمليه ...
مرت الايام علي حازم كأشد ما تكون اللحظات حزنا ..
لقد مات حلمه اكانت حلم من احلام يقطته لالالالا انها كانت اجمل حقيقه راتها عينه
هكذ كان يحدث نفسه .لم تكن مجرد حبيبه ولكنها كانت حلم من احلام مراهقته وشبابه ونضجه
وحينما اقترب الحلم من الحقيقه فارقته ولكنها اخذت معها اجمل ذكرياته
نعم لم يعرفها ويحبها سوي سته اشهر ولكن من يقول ان المشاعر يتم حسابها بعدد الايام
فربما يعاشر زوجا زوجته اعواما عديده ولكنها لا تحتويته كما احتوته حبيبته
لا زال لا يصدق انها فارقته لازال يعيش مع حلمه وان لم يعد مجرد حلم
حلما سيبكي عليه عمرا ولن يتكرر انها ستظل فتاه احلامه الا ان يقابلها ويكملا ما اتفقا عليه متي لا يعرف!!